صدر حديثاً عن الهيئة العامة السورية للكتاب
كتاب (الأسطورة وفلسفة الحكم في حياة ملوك الشرق القديم) تأليف: د. عيد مرعي.
تصميم الغلاف: عبد العزيز محمد.
آمن الإنسان منذ أن ظهر على وجه الأرض بوجود قوى خفية تتحكم بمجريات حياته وتقرر مصيره، وسمّى تلك القوى آلهة ومعبودات بنى لها المعابد لإقامة الصلوات والطقوس الدينية المختلفة، وقدّم لها الأضاحي في أوقات معينة ليكسب رضاها وبركتها.
ويبرز ذلك بوضوح في آثار ممالك الشرق الأدنى القديم المختلفة من سومر إلى أكّاد، ومن بابل إلى آشور، ومن إيبلا إلى ماري، ومن قطنة إلى أوغاريت، ومن الآراميين إلى الفينيقيين، ومن منف إلى طيبة، ومن آخيت آتون إلى مدن الدلتا وغيرها من مدن مصر القديمة.
استغل هذه الفكرة بذكاء شديد أولئك الرجال الأقوياء الذين تمكّنوا من السيطرة على الحكم بالقوة مبررين ذلك بأن الآلهة هي التي اختارتهم لتبوّؤ العرش الملكي، وأنهم نوّاب عنها في التحكم في مصير البشر، فهم من ثمَّ حكام شرعيون لا يجوز لأحد أن يخرج عن إرادتهم، ومن يفعل ذلك يتعرض إلى عقاب شديد من تلك الآلهة. ونسجوا أساطير وحكايات تعبر عن ذلك. وبقيت هذه الفكرة سائدة في العصور الوسطى، فكل شيء يجري وفق إرادة إلهية تقرر مصير الإنسان، ولا سيما في مجال السلطة والحكم. وما يزال صدى ذلك يتردد في زمننا المعاصر عند كثير من شعوب الأرض.
كتاب (الأسطورة وفلسفة الحكم في حياة ملوك الشرق القديم) تأليف: د. عيد مرعي، يقع في 256 صفحة من القطع الكبير، صادر حديثاً عن الهيئة العامة السورية للكتاب 2022.