أهلاً بالـخريف!
ها هـيَ ذي الغُيومُ تلوحُ في السَّماء، واضحةً من بعدِ غياب، والشَّمسُ تتوارى بينَـها بعيداً في خجل، وهي تُرسِلُ إلينا نُورَها اللطيف. غيومٌ تُبشِّـرُ بالـمطر الذي اشتاقَتِ الأرضُ إليه. نتأمّلُ الأشجارَ، فنراها تـخلعُ ثوبَـها الأخضرَ الـمعهود، وتلبسُ حُـلّـتَـها الذَّهبيّة، وأوراقُـها الصُّفـرُ اليابسةُ تتناثـرُ في الدُّروب في منظرٍ خلّابٍ آسِر، وها هـيَ ذي الطُّيورُ تُـهاجرُ أسراباً أسراباً، لكنّـها لن تنسى موطنَـها، وستعودُ إليهِ بكُلِّ تأكيد…
ما كُلُّ هذهِ الـمظاهر اللطيفة التي تـجـذبُ العينَ والقلب، وتَدفعُنا إلى تأمُّـلِـها بكُلِّ اهتمام؟! نعم، لقد حلَّ فصلُ الـخريف الجميل، فأهلاً بهِ وبنسائِـمِهِ العذبة التي تُنعِشُ القُلوبَ، وتُنسِينا أيّامَ الـحرِّ القاسية. نَستقبِلُـهُ بفرحٍ، إذ إنّنا معَ قُدومِهِ بدَأْنا عامَنا الدِّراسـيَّ الـجديد، وفيهِ نستعدُّ لاستقبالِ الشِّتاء فصلِ الـخيرِ والعطاء، فَصْلِ الـجِدِّ والاجتهادِ والنَّـجاح.
قحطـــان بيـــرقــــدار