سيّدةُ الأحِـبَّـة!
لـهـا أجملُ ابتسامة، وكلماتُـها أعذبُ الكلمات وأصدقُـها، وحُـبُّـها أصدقُ حُـبٍّ في الوجود. لا أنسى صوتَـها الـحنونَ مـهـمـا عِشتُ، فهُـوَ مُوسيقا الكون مِـن حولي، وهُـوَ صفائي وهنائي وأماني. إنّـها قلبُ أيامي الـخافقُ بالعزيـمة والإصرار والعطاء. على يَـدَيها نشأتُ، وعلى عَطْفِـها الصَّادق تَـرَعْـرَعْتُ، أمّـا حنانُـها الأصيلُ فهُـوَ منبعُ الضِّياء الذي يـملأُ دربي نُوراً في الليل والنَّـهار.
كـم أعْطَـتْني، وبَذَلَـتْ لأجلي! كـم حَـمَـلَتْ هَـمِّـي، وتَعِـبَتْ، وسَـهِـرَتْ لأجلِ راحتي! كـم شدّتْ مِـن عزمي وإرادتي!
أرى الشَّمسَ في وجهِـها الجميل والـمعاني السّاميةَ كُـلَّها، وبينَ يَـدَيها أشعرُ بالدِّفء، وتَغمُـرُني الـرِّقّـةُ، ويَـمْلَـؤُني الأُنْس.
إنّـها أُمّـي التي لا أستطيعُ فِـراقَـها، ومـهـمـا طِـرْتُ كالعُصفور بعيداً هُـنا وهُـناكَ فإنّني في النِّـهاية أحُـطُّ قُـربَـها لأملأَ رُوحي بالأمل، ولتزدادَ الـحياةُ في قلبي نَـبْضاً وإشراقاً.
أُمّـي! أنتِ باقيةٌ في قلبي ما حَـيِيتُ، وأنتِ في نَظَري سيّدةُ الأحِـبّـةِ جـمـيعاً…
قحطــــان بيـــرقـــــدار