بحضور السيدة الدكتورة لبانة مشوّح وزيرة الثقافة، وأ. إياد مرشد المدير العام لمكتبة الأسد الوطنية اختُبر اليوم المتقدمون إلى مسابقة حفظ الشعر العربي – الدورة الرابعة التي أعلنت عنها اللجنة الفرعية للتمكين للغة العربية في وزارة الثقافة، وقد جرت جلسة الاستماع، والمقابلات الشفهية في مكتبة الأسد الوطنية في دمشق إذ وجّه أعضاء لجنة التحكيم المؤلفة من السادة: أ. قحطان بيرقدار مدير منشورات الطفل في هيئة الكتاب، ود. محمد قاسم مدير إحياء التراث ونشره في هيئة الكتاب، ود. محمد شفيق البيطار أستاذ الأدب الجاهلي في جامعة دمشق، وجّهوا أسئلة إلى المتقدمين حاولوا عبرها اختبار مقدرة المتسابقين الحفظية لأبيات الشعر الأندلسي التي اختصّت بها هذه الدورة، ومدى إدراكهم لمعانيها ومفرداتها، ومعرفتهم بحورها التي تنتمي إليها، والمحسنات البديعية واللفظية التي اتشحت بها.
وفي تصريحها للصحفيين بيّنت السيدة الدكتورة لبانة مشوّح وزيرة الثقافة: “إن الهدف من أي نشاط تقوم به الوزارة يصبّ في خطة إستراتيجية شاملة، فهو ليس عشوائياً، ولا اعتباطياً، فالجوائز أو المسابقات التي تعلن عنها الوزارة للشباب تكون الغاية منها دعم هؤلاء الشباب، وترسيخ انتمائهم للوطن، وللغتهم وثقافتهم، فهم حملة شعلة المستقبل”. وتابعت مشوّح أن جلسات الاستماع للمتقدمين لجائزة حفظ الشعر العربي المُقامة اليوم أظهرت قدراً من الثقافة اللغوية الجيدة، موضحةً: “إن أجمل ما في هذه المسابقة هو مشاركة أطفال في الصف السادس فيها، يتنافسون مع طلاب من قسم اللغة العربية في الجامعة، وهذا بالتأكيد لا يعني أن المستوى متقارب، بل هو بعيد جداً، ولكنّ وقوف الطفل على المنبر أمام لجنة تحكيم جامعية متخصصة يجعله متحفّزاًً في تجربة لن ينساها، بل سيعمل على تعزيزها، وتعزيز معرفته بلغته، وهذا لا شك الخطوة الأولى نحو مستقبل أفضل”.
من جانبه أكّد الأستاذ قحطان بيرقدار أن أهمية هذه المسابقة تأتي في التمكين للغة العربية بالدرجة الأولى، وربط الجيل الحالي بالتراث العربي العريق، ولا سيما الجانب الشعري منه، الأمر الذي سينعكس على ثقافته وحصيلته اللغوية لاحقاً. وتابع بيرقدار: “إن هذه المسابقة متنوعة تحاول عبرها اللجنة الفرعية للتمكين للغة العربية في وزارة الثقافة مواكبة مختلف العصور الأدبية، إذ خُصصت مسابقة هذا العام لشعراء من الحضارة الأندلسية، وهم: ابن زيدون، وابن الزّقّاق البلنسي، وابن خفاجة، وأبو البقاء الرندي”.
أما د. محمد قاسم فقد رأى أن هذه المسابقة التي هي أحد مناشط اللجنة الفرعية للتمكين للغة العربية في وزارة الثقافة تنبع أهميتها من كون هذا الشعر الفصيح الذي تختصّ به هو وطن اللغة. وأردف قاسم: “يستطيع المتمكّن من هذا الشعر، والحافظ له أن ينسج على منواله نسيجاً لغوياً صحيحاً دون أن يتعلم القواعد، وقد أشار ابن خلدون إلى هذا المعنى في مقدمته؛ إذ بيّن أن كثرة حفظ النصوص تبني السليقة اللغوية عند المتعلّم أكثر من تعاطيه تعلّم القواعد مجردة. فضلاً عما تحققه هذه النصوص من ربط جيل الشباب بتراث أمتهم، وقد قال رئيس وزراء بريطانية ذات يوم: إن بريطانيا العظمى تتخلى عن كل مستعمراتها حول العالم، ولكنها لا تتنازل عن سطر واحد مما كتبه شكسبير”.