صدر حديثاً عن الهيئة العامة السورية للكتاب
كتاب (أيام عشناها وهي الآن للتاريخ – الجزء الثاني)، للدكتورة نجاح العطّار.
تصميم الغلاف: الفنان بديع جحجاح.
إن سورية مع كل المناضلين في خندق واحد، وفي الصفوف الأمامية لجبهة واحدة عربية بعرض الأفق، ومن هذا المنطلق فقد أدينا في لبنان، ما كان واجباً علينا، ففي بيروت صمدنا مع الصامدين، كتفاً إلى كتف، وفي جبال لبنان قاتلنا بضراوة، وحين غصت الحلوق باليأس، جلونا كأس الأمل، وترجمنا ذلك إلى خيار، وإلى ميزان، وإلى دبابة، ومدفع، وصاروخ، وإلى وقفة من تحت أخمصها الحشر، وها نحن، والمعركة تتشظى، نجبه الموت بمثله، ونقف للأعداء أنداداً، ونعلن بجهارة الصوت، أننا لن نسمح أن تقام إسرائيل ثانية في جنبنا، وأن تباح لإسرائيل تخمنا، وأن يغدو لبنان محمية ورأس جسر أمريكي إلينا، وإلى العرب من بعدنا، وفي هذا الصنيع نقيم وحدة سلاح، ووحدة كفاح، مع القوى الوطنية في لبنان، ومع الفصائل المقاتلة من إخوتنا الفلسطينيين، ومع كل القوى العربية المناضلة، ومع كل قوى السلم والحرية في العالم.
إننا مع استقلال لبنان، وجلاء المحتلين عن أرضه، ومع وحدته أرضاً وشعباً، ومع شرعيته حين تكون شرعية شعب لا شرعية فئة، ومع أمنه حين لا يبيحه للمعتدين، كي يمارسوا عدوانهم علينا انطلاقاً من أرضه، ونحن مع ميثاقه وصيغته، ومع لبنان الذي يرفض أن يكون مقراً وممراً للاستعمار إلينا، وما عدا ذلك نحن مع المناضلين من أبناء لبنان، وإلى النهاية، ونكره الحرب، لكننا نحبها دفاعاً عن النفس والأرض والسيادة، ولن تفيدنا قعقعة جنازير المدرعات، أو هدير الأساطيل، أو أزيز الطائرات، نحن في موقفنا، على مبدئنا: طلاب تحرير، وحقوق، ولن نخاف، أو نركع، أو نتراجع، وليكن ما هو كائن، ولن يكون إلا ما نريد أن يكون، وستظل معركتنا مفتوحة إلى أن نفنى أو ننتصر…
كتاب (أيام عشناها وهي الآن للتاريخ – الجزء الثاني)، للدكتورة نجاح العطّار، يقع في 304 صفحات من القطع الكبير، صادر حديثاً عن الهيئة العامة السورية للكتاب 2021.