التراث الشعبي- العدد 30- 2023م

 

روح الشعوب

                                                                                                                                                                                                 وزيرة الثقافة

الدكتورة لبانة مشـوِّح

تمتاز سورية بغنى تراثها الثقافي الحي، وتنوعه، وسعة وكثافة توزّعه الجغرافي، إذ لا تكاد تخلو بقعة أو زاوية على الأرض السورية من عناصر تراثية تميزها، سواء في مروياتها الشفهية، أو أهازيجها، أو أغاني الحصاد أو القطاف، أو طقوس وعادات الزواج أو الضيافة، أو تحضير المونة أو الحلويات، أو ألعاب لتسلية الطفولة ومؤانسة الكهولة…
تراث مذهل في غناه وتنوعه،وهو مرآة لمؤثرات حضارية وتراكم معارف ومهارات تناقلتها الأجيال وباتت سمة مميزة لوجودها. هذا التراث اللامادي انعكاس لهوية حامليه أفراداً كانوا أم جماعات، وهو بالتالي جزء من الهوية الوطنية الجامعة ومن ذاكرتها الحيّة. إنه «روح الشعوب»، تسبغ على وجودها طيفاً واسعاً من ألوان الحياة، ونكهات تكسبه حيوية وألقاً.
إن صون هذا التراث الحيّ هو صون لأحد أهم مكونات الهوية الثقافية، ومن شأنه أن يعزّز الشعور بتميز الهوية يقوّي الشعور بالانتماء، ويعدّ أحد أهم الأسلحة في وجه العولمة الثقافية.
كما أن العناية بالتراث اللامادي تعيد اكتشاف الذات، وتعزّز الثقة بالنفس، وتتيح التعرّف على تنوع أشكال التعبير الثقافي في الوطن عامة، واعتبارها جميعاً جديرة بالاحترام وجزءاً أساسياً ومكملاً للمشهد الوطني العام بكل أجزائه وعناصره. وأصر ذلك كبير في تعزيز الشعور بالانتماء الوطني والتماسك الاجتماعي واحترام الآخر. وعلى صعيد آخر، فإنّ التعرّف على عناصر التراث الحي وإدراك أبعاده وقيمته، يعزز حوار الثقافات ويشجع على الاحترام المتبادل لعادات الآخر وأنماط عيشه.
صون التراث اللامادي لا يكون فقط بجرد عناصره وحصرها وتوثيقها وتسجيلها، على أهمية وصعوبة هذا الجانب، بل ينبغي الانتقال إلى مرحلة تأمين مستلزمات حمايته من الاندثار وذلك بتأمين البيئة الملائمة لضمان استدامته ونقل المعارف والمهارات المرتبطةبه من جيل إلى آخر، وتحويله إلى محرك للتنمية المستدامة. ولا سبيل إلى تحقيق ذلك إلى بتضافر جهود كل الجهات المعنية بالعناية بهذه الثروة الوطنية.

 

لقراءة العدد كاملاً، يمكنكم الضغط على الرابط أدناه:
مجلة التراث الشعبي- العدد 30-2023م