المتاحف والتراث اللامادي
تكامل لا تنافر
وزيرة الثقافة
الدكتورة لبانة مشوح
منذ أواخر القرن العشرين، تزايد الاهتمام على الصعيدين الوطني والعالمي بالتراث اللامادي، وتتالت المؤتمرات الدولية والدراسات لوضع الأسس والمعايير لتعريف هذا التراث وتحديد معالمه وما يميّزه من التراث المادي، وتبيان إيجابيات العناية به في تعزيز التماسك الاجتماعي والتقارب الإنساني، وخلق البيئة التشريعية الكفيلة بصونه، ثم بتحديد علاقته بالتراث المادي.
ومؤخراً، أظهرت من جانبها، الهيئات الدولية المختصة بالحفاظ على التراث المادي نزعة واضحة بالالتفات إلى التراث اللامادي، والتأكيد على ارتباطه في بعض جوانبه بالموروث الأثري المادي، وتتالت المؤتمرات والمنتديات الدولية المعنية بالحفاظ على ذاكرة المواقع الأثرية أو التاريخية أو الطبيعية، وأوصت بمراعاة المجتمعات الحاملة للعناصر اللامادية، وإبراز تلك العناصر بربط العروض المتحفية بها.
والواقع أنه وعلى الرغم من أن المقتنيات المتحفية تقتصر عادة على المجموعات الأثرية والفنية المادية، بات العرض المتحفي أوسع وأعمق في مضمونه وفي المفاهيم التي ينطوي عليها. أصبح يتضمن مجموعات ونشاطات تأخذ بالحسبان البعد الرمزي والاجتماعي والأنثروبولوجي للمجموعات المنتقاة في العرض. تحول كثير من المتاحف إلى إحدى الجهات الأساسية الفاعلة في صون التراث اللامادي، كما غدا التراث اللامادي عنصراً لا يُستهان به، بل أحد أهم عناصر تطوير المتاحف وجعلها مناطق حيّة، جاذبة، ومؤثرة تربوياً وتعليمياً وثقافياً. بل يذهب البعض إلى أن القصة المتحفية المؤسسة على ارتباط الأثر المادي بالتراث اللامادي نفخت الروح في المتاحف الأثرية، وجعلت من المتحف أداة جامعة موحدة تحيي المقتنيات الأثرية، وتعطيها معنى بوضعها في قلب المفاهيم المثارة.
إن جولة سريعة في بعض المتاحف الأثرية كفيلة بإبراز التحول الكبير في أساليب العرض، ويعود الفضل في ذلك إلى العناية التي أولتها تلك المتاحف بالتراث اللامادي، الأمر الذي حرّض بوضوح على ما يسمّى اليوم بالعرض المتحفي الإبداعي، عرض بعد حداثي بامتياز، يعرض نتاج الحضارة البشرية بكل ما فيها من تميز وفرادة، وبكل ما تعكسه من قواسم مشتركة بين البشر.
وللحديث بقية…
لقراءة العدد كاملاً، يمكنكم الضغط على الرابط أدناه: