الجيوسياسة… كيف تُصنع؟

صدر حديثاً عن الهيئة العامة السورية للكتاب
وضمن “المشروع الوطني للترجمة” كتاب (الجيوسياسة… كيف تُصنع؟)، تأليف: نيكولاي ستاريكوف، ترجمة: د. إياد صياح مَقْلَد.
ترتكز الجيوسياسة على مبدأين متناقضين، البحر والأرض، حضارتان، مبدآن للوجود، الأرض والبحر يتقاتلان باستمرار، الموقع هو الذي يحدد الغايات، كما أنه يحدد الوسائل. تبني حضارة البحر الأسطول وتنخرط في التجارة البحرية، في حين تتوسع حضارة الأرض براً. تتمثل مهمة الأرض في منع البحر من تطويقها وفرض سيطرته على المناطق العازلة المشاطئة، والوصول إلى منافذ المحيطات العالمية، بينما تتمثل مهمة البحر في إغلاق منافذ الأرض على البحر، وإخضاع المناطق العازلة المشاطئة لنفوذه، وتقسيمها إلى أجزاء، وقضم الأرض بشكل تدريجي. فحضارة الأرض قوية بجيشها، وحضارة البحر قوية بأسطولها. لهزيمة العدو، يجب ألا تسمح له بتطوير أسطوله أو بناء جيش قوي، وهذا يتوقف على الموقف. لكن اللاعبين على هذا الكوكب ليسوا اثنين، بل كثر. إن القتال بأياد غريبة، ووضع قوتين أرضيتين أو قوتين بحريتين بعضهما ضد بعض هو بالفعل جزء تطبيقي من الجيوسياسة.
روسيا والصين قوتان على الأرض، ويجب على قوى الأرض أن تتعاون بعضها مع بعض لمواجهة قوى البحر بشكل مشترك، وعدم التنازع والمواجهة فيما بينها لإسعاد خصم لا يرحم، ومنافس مشترك. إن الصين، التي تسترشد بشرائع الجيوسياسة، ليست تهديداً لروسيا، ولكنها حليف في بناء عالم متعدد الأقطاب.
هل ما ورد أعلاه يعني أن على روسيا أن تثق بالصين دون قيد أو شرط؟ طبعاً لا. لا أحد في عالمنا يمكن الوثوق به. تحتاج فقط إلى إلقاء نظرة رصينة على الأشياء وفهم من هو العدو الأبدي، آسف “الشريك”، ومن هو الحليف المحتمل ورفيق المسافر.
كتاب (الجيوسياسة… كيف تُصنع؟)، تأليف: نيكولاي ستاريكوف، ترجمة: د. إياد صياح مَقْلَد. صادر حديثاً عن الهيئة العامة السورية للكتاب 2024.
يتوافر هذا الكتاب بحسم 50% في نقاط البيع في المراكز الثقافية كافة، أو يمكن طلبه بالتواصل مع مديرية المعارض والتسويق في الهيئة عبر الرقم التالي: 0113328982.