الحالِم الأخير

صدر حديثاً عن الهيئة العامة السورية للكتاب
المجموعة القصصية (الحالِم الأخير)، تأليف: وجدان يوسف أبو محمود.
تصميم الغلاف: عبد العزيز محمد.
تتأرجح نبضاته بين الغبطة والذهول، لا يصدق إلحاح المشهد، يتمالك قلبه، ويجهد كيما يضبط نَفَسَه المتسارع مرة أخرى، يعبق المقهى الصموت بأنفاسها، تبدد إصقاعه فيموج الهواء بالحنين، وتلتبس الحبيبة في عينيه، فلا يميز أكانت امرأة المكاتيب ذاتها، أم صبية من لحم ودم، يقنع نفسه بأنها حلمه، يخاف فجأة من وضوحه، يخاف أن يظهر خبله في المكان الوحيد الذي أشعره أنه إنسان محترم، تتبدل للحظة الأهداف، تختلط الأولويات، الإنسان كائن معقد عصيّ على الفهم، يكابر، يخنق لهفته، يتهرب من تحديقتها الدافئة، ينتظر أن تتلاشى كما لم يكد يحدث، سيفتتها بتجاهله، ستتهاوى حُتاتاً خيالياً بلا وزن، ستذروها إغماضته، وسترجوه في الغد كيما يعيد تجميعها، يصوّب نحوها نظرة باردة، إلا أنها تصمد أمامه بخيبتها الجلية، بالماء يقطر من شعرها، تتصفح عينيه بفم ينطوي على كلام كثير، تحاول استنطاقه بـ “مرحباً”، لكنه لا يجرؤ على الـ “أهلاً”، يخشى أن تفتضح أوهامه، يخشى أن يبدو مجنوناً، تخفق في انتزاع بسمة أو نظرة حكّاءة، يشيح عنها قلبه بفتور، يتكسر، يخبط الطاولة برأسه، ويبكي.
المجموعة القصصية (الحالِم الأخير)، تأليف: وجدان يوسف أبو محمود، تقع في 157 صفحة من القطع المتوسط، صادرة حديثاً عن الهيئة العامة السورية للكتاب 2023.