واقع الكتاب السوري هو أمر لا يهم ناشري هذا الكتاب فحسب، بل هو واقع يعني القرّاء. لذلك، ونظراً لأهمية هذا الكتاب محلياً وعربياً، ورغبة الجميع في تحسين جودته وواقعه أقيمت اليوم في فرع دمشق لاتحاد الكتاب العرب حوارية تحت عنوان (واقع الكتاب السوري) استضافت المدير العام للهيئة العامة السورية للكتاب الدكتور نايف الياسين، ورئيس اتحاد الكتّاب العرب الدكتور محمد الحوراني، ورئيس اتحاد الناشرين السوريين الأستاذ هيثم الحافظ. وأدار الحوارية الإعلامي ملهم الصالح، وحضرها رئيس فرع دمشق لاتحاد الكتّاب العرب د. إبراهيم زعرور، ومديرو هيئة الكتاب، وعدد من أعضاء المكتب التنفيذي في اتحاد الكتّاب، وثلة من المهتمين بالشأن الثقافي والإعلاميين.
وفي تصريحه للصحفيين بيّن الدكتور نايف الياسين أن واقع الكتاب السوري ليس في أفضل حالاته اليوم نظراً للظروف المحيطة، وأوضح أن مداخلته ستتناول الجهود الحثيثة التي تبذلها الهيئة العامة السورية للكتاب في سبيل إصدار الكتاب السوري بجودة عالية، وإتاحته للمواطنين السوريين على اختلاف شرائحهم. مردفاً: “إن الحديث عن مشكلة الكتاب لا يمكن حصرها في الجهات المنتجة له فقط؛ فالكتاب هو المعرفة في المحصلة، وتثبيت ميزة المعرفة في أذهان القرّاء هو أمر يتجاوز الجهات المنتجة للكتاب، ليتحول إلى مسؤولية مجتمعية ينبغي أن تضطلع بها المؤسسات الحكومية والأهلية المختلفة”. أما في جوابه عن سؤال تناول موضوع الكتاب الإلكتروني فقد رأى: “إن هيئة الكتاب تُعد رائدة في هذا المجال عبر سلسلة (الكتاب الإلكتروني) التي أطلقتها، ونشرت خلالها كتباً حُمّلت على موقع الهيئة، مما سهل عملية وصولها إلى جميع القراء حول العالم”. مؤكداً جهود الهيئة في تحسين واقع الكتّاب والمترجمين أيضاً، عبر سعيها إلى رفع التعرفة لأكثر من مرة، بحيث بات التعويض الذي يحصل عليه الكاتب مجزياً مادياً، وربما يفوق بعضاً مما تقدمه دور النشر الخاصة.
بدوره رأى الدكتور محمد الحوراني في تصريحه أنه لا بد عند الحديث عن واقع الكتاب السوري، التطرق إلى الظروف المحيطة بهذا الأمر، فالحالة الثقافية قد شهدت تراجعاً بشكل عام خلال فترة الحرب. وأضاف: “إذ إن هذه الحرب التي شنت على سورية كانت حرباً ثقافية بالدرجة الأولى، لهذا بتراجع إصدار الكتاب، أو انتهائه تكون الحرب قد وصلت إلى غايتها المرجوّة، ومن هنا تأتي أهمية مواصلة إصدار الكتب، والحفاظ عليها، وتحسين واقعها”.
من جانبه أكّد أ. هيثم الحافظ على أهمية الكتاب السوري محليّاً وعربياً، حيث رأى أنه سفير مهم للمواطن السوري، وليس فقط لمؤلفه أو مترجمه. وأردف: “إن أهمية ندوة اليوم لا تنبع فقط من ضرورة تسليط الضوء على الكتاب، ودوره، وتوصيف الواقع، بل كذلك العمل على طرح المشكلات، وأساليب علاجها، والبحث في السبل الكفيلة بتجاوزها، بغية تطوير الكتاب السوري، وتحسين واقعه”.