الدور الوظيفي لفن الموسيقا في حضارة بلاد الرافدين خلال عصري البرونز القديم والوسيط (3500-1600 ق.م)

تأليف: عطاء رعد أبو الجدايل.

تستبدُّ الموسيقا عند سماعها بمخيلة الإنسان، فتحمله معها في عوالم وأخيلة متنوعة تسمو فوق الحياة المادية، لينعم بعوالم أقل ما يقال فيها إنها تحاكي الروح والخيال والحسّ الإنساني المرهف، فالموسيقا هي فن التناغم والانسجام، فكما الكواكب تتناغم في جولانها حول الشمس بحركات دقيقة وإيقاع لافت تتناغم العلامات الموسيقية الخارجة من تلك الأدوات من خلال انسجام العازف مع آلاته الموسيقية، ونظراً لما حازته الموسيقا من اهتمام ومن مكانة لدى الإنسان القديم بوجه عام، ولدى الإنسان الرافدي بوجه خاص، فقد آثرنا أن نركز كتابنا هذا على عصري البرونز القديم والوسيط، ففي هذين العصرين كان المجتمع الرافدي يذخر بمختلف الأدوات الموسيقية، ويتمتع بتنوع كبير في استخدام الموسيقا، وذلك في الكثير من المناسبات والاحتفالات الاجتماعية، والدينية والملكية، فالموسيقا كانت تشكّل عصب تلك الاحتفالات المذكورة آنفاً، وقد نالت المساحة الأكبر خلالها، فكان القصر والمعبد والساحات العامة تشكّل الحيز المكاني الأمثل لاستخدامها، وقد كان الفنانون الرافديون القدماء مبتكرين مميزين، ومطورين للآلات الموسيقية التي كانت معروفة خلال الحقبة الممتدة من نحو 3500 حتى 1600 ق.م، ويتناول الكتاب دراسة مجموعة من الشواهد والأدلة الأثرية  الفنية التي تصف الحياة الموسيقية القائمة في بلاد الرافدين مثل المنحوتات، والأختام الأسطوانية، والألواح الطينية، وغيرها. وكذلك يبحث الكتاب في مجالات استخداماتها في الحياة اليومية اعتماداً على تحليل القطع الأثرية الفنية، وأما الأدلة الأثرية الكتابية فقد ساعدت في التعرف على الدور الوظيفي للموسيقا في الحضارة الرافدية، إذ تحمل النصوص الكتابية المؤرخة على هذين العصرين العديد من المعلومات التي تدل على دور الموسيقا في حياة ملوك بلاد الرافدين، ومما يتطرق إليه الكتاب أيضاً حياة الموسيقيين ومراتبهم الاجتماعية، وغير ذلك من المعطيات التي تشير إلى أهمية فن الموسيقا خلال عصري البرونز القديم والوسيط في المجتمع الرافدي.

 

 

كتاب (الدور الوظيفي لفن الموسيقا في حضارة بلاد الرافدين خلال عصري البرونز القديم والوسيط ) pdf.