تأليـف: أندريه بيزركوف، وأندريه سوشنتسوف.
ترجمة: د. نورالدين سعود.
خلال بضعة أعوام سوف تحل مرحلة اقتصادية وتكنولوجية جديدة والدول التي ستدخل هذه المرحلة أولاً هي التي ستتمكن من إملاء شروطها على البقية.
ستتطلب المنافسة في الدوامة الجديدة للتنمية تعبئة موارد مالية وبشرية هائلة، وسيتحتم على الدول من أجل البقاء، وتحقيق النجاح اتخاذ قرارات تكون مفيدة، بما في ذلك من أجل النخبة وهذا يتطلب قادة أقوياء من أجل الإقناع والإلزام، إذ من غير الممكن تحقيق التعبئة وفق قواعد سياسية، وهذه الأخيرة كانت قواعد لعبة النخبة التي سمحت أن تظهر للجمهور مستقبلاً سياسياً صحيحاً باستخدام تقنيات الميديا، لكن في عام 2016 فشل الطاقم السياسي في تغطية المشكلات في الغرب. ففي التصويت حول «خروج بريطانيا من الاتحاد الاوروبي» وفي الانتخابات الرئاسية الأمريكية أعطت حالة عدم رضا لدى الطبقة الوسطى النتيجة الحاسمة، ودفن «تيار» صناعة الميديا الغربي تحت أنقاض الواجهة الافتراضية.
العمل المستقبلي لمعالجة أخطاء النخب في الولايات المتحدة، والاتحاد الأوروبي سوف يُخرج من اللعبة معظم السياسيين والإيديولوجيين الذين نموا في عهد «الحرب الباردة»، وتغذوا على تسويق الصورة النمطية المعادية لروسيا.
من أجل التعبئة الداخلية يتحتم على الدول الغربية التخلي عن الأوهام في أنها هي التي تضمن الزعامة، وليس عبثاً أن الوعد بتأمين نمو استثماري أصبح واحداً من أولويات هذه الدول، فالمرحلة القادمة سوف تصبح سباقاً للقدرات البشرية والتكنولوجية الوطنية.