إضاءات على حياة المربي جودت الهاشمي ضمن سلسلة الكتاب الشهري لليافعين

يقدم كتاب جودت الهاشمي الصادر عن الهيئة العامة السورية ضمن سلسلة الكتاب الشهري لليافعين جوانب مهمة من حياة التربوي السوري الراحل وما امتلكه من صفات ميزته عن اقرانه وزملائه حتى اصبح نموذجا ومثلاً يستحق ان يحتذى به. ويبين الكتاب أن الاسم الحقيقي للهاشمي هو أحمد الحسني الجزائري وكان الابن الثاني في أسرة من أبويين جزائريين سنة ١٨٨٧ أظهر تفوقا دراسيا لافتا على جميع أقرانه فكان الاكثر ذكاء ونبوغا وموهبة حيث اوفد إلى فرنسا لدراسة الرياضيات فحصل على الإجازة الجامعية وكان عمره ٢٦ عاما. ويتطرق الكتاب إلى المشوار الطويل للهاشمي في التدريس والعمل الإداري وإبداعه منذ عمله مدرسا في مكتب عنبر الذي كان بمثابة مدرسة ثانوية حيث جعل الهاشمي مادة الرياضيات محببة الى نفوس طلابه وعين بعدها مديرا للمكتب ذاته. ويضم الكتاب شهادات لطلاب عاصروا الهاشمي وتحدثوا عنه فوصفه الدكتور شكري الفيصل بأنه كان جميل الخط في كتابة مصطلحات الرياضيات واول من سهل على الطلاب استعمال جداول اللوغاريتم وتداولها. ويكشف الكتاب بأن الهاشمي بذل جهودا كبيرة لإحداث مدرسة ثانوية ثانية في دمشق إلى جانب مكتب عنبر فكانت مدرسة التجهيز الاولى التي حملت اسمه لاحقا واسندت ادارتها له اضافة لتدريسه مادة الرياضيات فيها. ولم يغفل الكتاب الحديث عن المواقف الوطنية للهاشمي إلى جانب الثوار خلال الثورة السورية الكبرى ضد المحتل الفرنسي اضافة إلى إصراره على تعليم الرياضيات باللغة العربية والوقوف ضد سياسة الانتداب في الفرنسة ثم اصداره سلسلة من كتب الرياضيات لمختلف الصفوف الثانوية في سورية كانت نواة لكتب الرياضيات التعليمية المكتوبة باللغة العربية فيما بعد. ويتطرق الكتاب إلى رحيل الهاشمي حيث وافته المنية في منزله بمنطقة الجسر الابيض تاركا ارثا ثقافيا وانسانيا رائعا وكان قدوة لكل من يتخذ مهنة التدريس والعمل التربوي صناعة له. ميس العاني